أبرز الاحداثفلسطين المحتلةلبنان

حزب الله .. أسلوب مبهم حول قدرات الدفاع الجوي: زمن المفاجآت لم ينته!

خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع

لطالما اتبعت المقاومة في لبنان أسلوب المفاجآت مع العدو الإسرائيلي، خصوصا على صعيد القدرات العسكرية التي هي بحوزتها، وهو ما صرف في تموز عام ٢٠٠٦ من خلال استخدام قدرات لم يتوقع إلاسرائيليون أنها بحوزة حزب الله، برا وبحرا، وجوا بقدر بسيط.
ساهمت سياسة المفاجآت بخلق صدمات نفسية لدى العدو وجمهوره، وهو هدف رئيس للمقاومة من خلال إخفاء القدرات، ناهيك عن الأهداف العسكرية والأمنية التي تضرب الكثير من تكتيكات الإسرائيليين الحربية.
أواخر عام ٢٠١٩، وبعد عدوان إسرائيلي عبر مسيرات أرسلت إلى ضاحية بيروت الجنوبية، أعلن السيد حسن نصرالله حرب إسقاط المسيرات حيث يجب، وهو ما ترجم فعليا في وقت لاحق، وبذلك كشفت من المقاومة عن امتلاكها قدرات دفاع جوي، دون أن تبين ماهيتها وأنواعها، وهو أمر مقصود.
على إثر ذلك، ومع إعلان المقاومة تباعا عن امتلاك وتطوير وتصنيع قدرات هائلة تتعلق بسلاح المسيرات بأنواع مختلفة، بدأ العدو يتحدث عن فقدان شيء من التفوق الجوي الذي يتمتع به، وهو بذلك قصد أمرين:

  • تطور سلاح المسيرات لدى المقاومة، الذي أفقده يدا طولى في هذا الصدد.
  • امتلاك المقاومة قدرات جوية بين بعض ما استخدم منها أنه يؤثر على حركة طائراته خصوصا المسيرات القتالية.
    ومن الواضح أن مخاوف العدو تنصب في اتجاه محدد، وهو ما إن كان حزب الله قد حصل على أنظمة دفاع جوي قد تؤثر مستقبلا على حركة طائراته الحربية المطلقة فوق لبنان، وهو أمر سيفقده عنصرا مهما وهو حرية العمل المطلقة.
    في مقابل ذلك، نجحت المقاومة في إبقاء أمر دفاعاتها الجوية مبهما. أفرجت عما تريد دون الإعلان عن نوعيته، وبالقدر الذي يخدم أو يحقق أهدافها، وأخفت ما تريد، وعليه كانت ولا زالت تستخدم مصطلح “السلاح المناسب” حين تتصدى لمسيرات بعيدة أو متوسطة أو قريبة المدى، وهو ما يمكن قراءته من خلال بياناتها عند التعامل مع خرق معادي.
    أسلوب المقاومة، في هذا الصدد، ليس عبثيا، إنما يحمل أهدافا عدة:
  • المقاومة ليست معنية بكشف كامل أوراقها أمام العدو.
  • هي تبقي العدو في حالة من القلق ما سيحتم عليه مضاعفة جهود استخبارية، وهو أمر تدركه المقاومة، كما أنه يدخل ضمن الحرب الأمنية والاستخبارية القائمة بينها وبين العدو الإسرائيلي.
  • هي لا زالت تمارس سياسة المفاجآت التي اثبتت جدواها طوال عقود الصراع.

وعليه، إن المقاومة تخبئ الكثير من المفاجآت، وتسترها خلف “السلاح المناسب” يعطيها نقطة مناورة متقدمة في مواجهة العدو، الذي يغرق في مستنقع “التحديات الأمنية” كما يعبر أمنيوه وعسكريوه.
ويبقي القول: إن زمن المفاجآت لم ينته، لا زلنا نعيشه، والحرب المقبلة ستكشف الكثير الكثير من أسرارٍ مدفونة – الآن – في جعبة المقاومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى